روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | 5 أساليب تربوية للإستقلال شخصية الأبناء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > 5 أساليب تربوية للإستقلال شخصية الأبناء


  5 أساليب تربوية للإستقلال شخصية الأبناء
     عدد مرات المشاهدة: 2084        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير من الأسئلة تردني في التويتر والفيس حول إستقلال شخصية الأبناء وإعطائهم حرية التصرف فمتى يكون ذلك؟ ومن أي عمر؟ وهل كثرة متابعة الأبناء ومراقبتهم تذيب شخصيتهم وتطمسها؟ وكيف نصل إلى مستوى استقلال الأبناء مع وجود رابط من الإحترام والتقدير والطاعة للوالدين؟ قد تكون الإجابة عن هذه الأسئلة صعبة ولكنها ليست مستحيلة ونجيب عنها بخمس وسائل تعين المربين على تحقيقها:

أولا) إحترام قراراتهم: وهذا هو أهم سلوك نمارسه معهم فنحترم قراراتهم ولا نلغيها وفي حالة رفض أمر في صالحهم كشرب الدواء مثلا فإننا نناقشهم بهذا القرار ونقول لهم لا تشربوه الآن ولكن خلال ساعة إشربوا الدواء أو كان الطفل يلعب بسيارة صوتها مزعج فنقول له العب بها بغرفتك حتى لا تزعجنا أما لو كان الابن كبيرا ففي هذه الحالة نناقشه بقراراته ونبين له إيجابياتها وسلبياتها من غير أن نستخدم معه أسلوب اسمع وأطع فإن هذا الاسلوب الدكتاتوري يدمر شخصيته ولا يبنيها.

ثانيا) إعطه حرية الإختيار: نترك لهم مساحة الإختيار في الملابس والطعام والأصدقاء والألعاب مع المناقشة والتوجيه لو كان الإختيار خطأ ويعود عليه بالضرر مثل كثرة أكل الفلفل أو الوجبات السريعة أما لو كان الإختيار فيه إختلاف الأذواق وليس فيه ضرر كأن يلبس ملابس غير متناسقة الألوان فلا بأس أن نعطيه فرصة للتجربة ونشجع تفرده ونحترم ذوقه وبدلا من أن نملي عليه أوامرنا ونتدخل في تفاصيل حياته فإننا نحاوره ونبين له وجهة نظرنا ونترك له حرية الإختيار .

ثالثا) التشجيع على الإنجاز: فلو عمل سيارة من ورق أو ساعد أخاه ليصعد السلم أو قرأ قصة وحده أو عمل طبخة خفيفة فنشجعه ونثني على إنجازه حتى يزداد عطاء وعملا بأفكاره من غير أن يملي عليه أحد فإن ذلك يدعم تفرد شخصيته وإستقلالها فيكون لديه رأي ويكون منجزا ومعتمدا على ذاته.

رابعا) التشجيع على التعبير: من أكثر الأخطاء التي نرتكبها عندما نذهب للطبيب ألا نعطي لأبنائنا فرصة التعبير عن مرضهم ونتحدث نحن نيابة عنهم وكذلك نفعل إذا ذهبنا للمدرسة وأذكر أن أبا أحضر ولده البالغ من العمر 16 سنة إلى مكتبي فتكلم الأب فقلت له من صاحب المشكلة؟ فرد علي: ولدي، فقلت له ولماذا لا تعطيه الفرصة ليعبر عن مشكلته؟ فنظر إلي بإستغراب، ثم نظرت للولد وقلت له تفضل فتحدث بإسلوب أفضل من أبيه وعرض المشكلة بطريقة أكثر دقة من والده فالتشجيع على التعبير أمام الضيوف والمختصين والأهل مهم جدا لبناء شخصية مستقلة للأبناء.

خامسا) التعامل المالي: إذا أردنا أن نبني شخصية مستقلة للأبناء فمن المهم أن نعطيهم حرية التصرف المالي فإذا دخلنا إلى السوق نعطيه مالا وننظر كيف يتصرف به وكذلك نعطيهم حرية شراء النواقص بغرفتهم أو حاجاتهم ونوجههم في حالة الإسراف أما لو كانوا في سن المراهقة فنكلفهم أن يعملوا لنا برنامجا سياحيا لهذا الصيف ونحدد لهم المبلغ الذي لا ينبغي أن يتجاوزوه.

إن هذه الأساليب الخمسة تدعم مفهوم -ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال هأنذا- وهو مفهوم إستقلالية الشخصية وإحترام الإنجاز الفردي، ومن يتأمل سيرة النبي الكريم مع الصغار يلاحظ هذا المعنى فقد تربى أسامة بن زيد على يد النبي وعندما كبر وبلغ عمره 17 سنة كلفه بقيادة جيش فيه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما فأي إستقلال للشخصية هذه ودعما للثقة في القدرات والمواهب، وموقف آخر عندما استأذن النبي -في الشرب- ابن عباس وهو غلام صغير وكان جالسا على يمينه من أجل أن يقدم عليه أبوبكر الصديق والجالس على يساره فرفض ابن عباس لأنه يريد أن يستأثر بالشرب بعد النبي من الإناء فإستجاب له رسول الله دعما لإستقلالية قراره وشخصيته ويكبر ابن عباس ويصير حبر الأمة وترجمان القرآن وموقف ثالث مع عبدالله بن عمر فقد كان كثيرا ما يجلس في مجالس الكبار في المدينة مع الرسول الكريم وعمره لا يتجاوز 11 سنة فلما كبر صار علما من أعلام المسلمين ومواقف كثيرة تدعم إستقلالية الطفل واعتماده على نفسه وختاما نقول للوالدين لا تنسوا الدعاء فهو سلاح تربوي مؤثر وفتاك.

الكاتب: د. جاسم المطوع.

المصدر: موقع صيد الفوائد.